فرصةٌ كبيرة تنتظر الموارد البشرية داخل المملكة في أعقاب الجائحة

 

في خضم الأزمة الحالية، نجد فرصةً لا تأتي سوى مرة واحدة في الجيل تبرز لمحترفي الموارد البشرية من أجل أن يأخذوا مركز الصدارة.

 

وتضطلع إدارة الموارد البشرية بدورٍ كبير في إدارة الأزمات، سواءً من ناحية التخطيط لمنعها وتجنب تعطيل العمل أو من ناحية الجانب الإنساني المتمثل في الموظف. وكانت الموارد البشرية في السابق تؤدي دورًا تفاعليًا تجاه الأزمات الناشئة. ولكن مع تطور مجالات الأعمال، بات يقع على عاتقها دورٌ استباقي تبادر فيها إلى فهم أنواع الأزمات المختلفة والتخطيط للتعامل معها.

 

فخلال الأزمة المالية عام 2008، كان المديرون الماليون هم من تقدموا لإنقاذ الأوضاع عن طريق هندسة المنشآت مالياً خلال أزمة الائتمان.

 

وفي جائحة فيروس كورونا عام 2020، وجدنا أن الأزمة الصحية وضعت مديري الموارد البشرية وفرقهم في المقدمة من أجل تأمين صحة وسلامة القوى العاملة، إلى جانب تعزيز إنتاجية الفرق التي تعمل عن بعد.

 

مراحل إدارة الموارد البشرية للأزمات

 

تؤدي إدارة الموارد البشرية أدوارًا ومهامًا أساسية في المراحل الثلاث لأي أزمة:

 

  1. التخطيط ما قبل الأزمة.
  2. التفاعل والاستجابة أثناء الأزمة.
  3. التحليل والتعافي ما بعد الأزمة.

 

وبكل المقاييس، تدخلت فرق الموارد البشرية لتأدية مهامها على أكمل وجه. ومن الواضح أن الموارد البشرية انتهزت الفرصة في ظل ملاحظة إدارات المنشآت وموظفيها للدعم الذي قدمته الموارد البشرية إبان حالة الاضطراب الشديد. لكن العمل لا يتوقف هنا.

 

فمن أجل إحداث فارقٍ دائم، يجب على محترفي الموارد البشرية بدء التفكير في مرحلة ما بعد الجائحة وإدخال تغيير دائم على طريقة عملهم -حتى يعملوا بشكلٍ أذكى.

 

الاستثمار في الموظفين أثناء الأزمة

 

يتمحور مجال التركيز الأول حول صحة ورفاهية القوى العاملة. وكان هذا المجال يتنامى سريعاً بالفعل من ناحية الاستثمار في الوقت والمال قبل أن يضرب فيروس كورونا.

 

إذ وجد تقرير أصدرته شركة CR Worldwide في فبراير عام 2020 أن الاستثمار في رفاه الموظفين تضاعف خلال الـ12 شهراً الماضية. وربما يجد العديدون صعوبةً في الاعتراف لأصحاب العمل بأن الجائحة وضغط قضاء شهور في حالة إغلاق وعزلة كان لها تأثيرها رفاههم العقلية والجسماني. أضِف إلى ذلك عدم اليقين المالي والوظيفي، وبهذا تتكون لديك العاصفة المثالية.

 

والمنشآت التي تعترف بذلك وتخلق بيئة عمل تعاطفية، حيث يشجع الناس على الحديث عن المشكلات، ستجني ثمار ذلك بالمشاركة الأكبر.

 

ولن ينسى الناس كيف ساعدتهم المنشأة خلال الأوقات العصيبة. لذا عليك استغلال ذلك لتكوين ثقافة تعاطف دائمة. وزود العاملين بالأدوات والموارد اللازمة حتى يعتنوا بأنفسهم عقلياً، وجسمانياً، ومالياً.

 

وتلوح فرصةٌ أخرى في مجال التخطيط الاستراتيجي للقوى العاملة. إذ تمر بعض المنشآت بأزمةٍ وجودية نظراً لاضطرارها اتخاذ قرارات جذرية بشأن حجم وتكوين قوتها العاملة.

 

إذ شهدت صناعة الطيران مثلاً انخفاضاً حاداً في أعداد الركاب طيلة شهور، ويتوقع الكثيرون أن الأرقام لن تعود إلى معدلاتها قبل الجائحة مرةً أخرى حتى عام 2024. ورغم أن العديد من المنشآت لا تواجه أزمةً كبرى بالقدر نفسه، لكننا نشاهد في الأخبار العديد من المنشآت التي تتخلى عن أعدادٍ هائلة من الموظفين.

 

وخلال الأزمات السابقة -مثل الأزمة المالية عام 2008- سرحت المنشآت الكثير من العاملين دون وعيٍ بتكوين القوى العاملة، أو والمهارات المطلوبة حالياً ومستقبلاً، أو مطابقة العرض مع الطلب المستقبلي، أو خطط تعاقب للقيادة.

 

بينما تعَد أفضل المنشآت أداءً جيدةً بشكلٍ استثنائي في تجنب دوامة “التوظيف والتسريح”، عن طريق النظر دائماً إلى المستقبل لتحديد نوعية المواهب التي يحتاجونها.

 

أهمية التقنية في تحسين بيئة العمل

 

أخيراً، عليك التطلع إلى بناء القدرة التي تشمل: المشاركة، والناس، والابتكار، والأداء. إلى جانب توفير العقلية، والعمليات، والتقنيات الشاملة التي تسمح لك بتشكيل رأس مال بشري متكامل يتمتع بالتجربة التي تساعده على العمل بذكاء. ويمكن تعريف هذه القدرة بأنها توظيف الأشخاص المناسبين، بالمهارات المناسبة، مع توفير المكان المناسب، والوقت المناسب، والحافز المناسب.

 

وأثبتت التجربة أن المنشآت التي تعمل وفقاً لهذا الإطار -المدعوم بتقنيات الموارد البشرية السحابية الذكية- تخلق بيئة عمل أكثر تشاركية وابتكاراً، مما يؤدي إلى مستويات جديدة من الأداء.

 

حيث تحظى برامج الجوال لإدارة الموارد البشرية مثلًا باهتمام واسع على مستوى العالم. ويناسب هذا الأمر سوق العمل السعودي، الذي تتراوح أعمار 55% من العاملين فيه بين 20 و49 عامًا. مما يعني أن السوق مستعدٌ للتعامل مع التقنية واحتضانها في العمل بصفةٍ يومية.

 

كما قال 63% من مديري الموارد البشرية في مختلف المجالات بالمملكة إن إداراتهم بدأت أو انتهت مؤخرًا من تحولها الرقمي، لكن 42% منهم فقط لديهم خطة رقمية بالكامل على مستوى المنشأة أو الإدارة وفقاً لدراسة شركة KPMG.

 

والآن بات استخدام التقنية السليمة والتخطيط الصحيح في كل هذه المجالات أمرًا أساسيًا من أجل إعادة المنشآت إلى مستويات الأداء الكامل، ومساعدة الاقتصاد على العودة إلى مساره. وإذا حولنا الأزمة الحالية إلى فرصة، فسوف نرى كيف يمكن لمهنة الموارد البشرية أن تظل في الصدارة لعقود مقبلة. فهل سنكون على قدر التحدي؟

 

اضغط علي الرابط لتسجيل تجربة مجانية ل برنامج ادارة الموارد البشرية يونوفا